قصة قصيرة : ليس ضرورياً اليوم
يوم الخميس جاء من العمل مكدراً بسبب مشاحنات بينه وبين زميل له ، وقف على الباب 0
- على أن أخفى ما أنا فيه لقد عودتها أن يكون هذا اليوم بالذات يوماً جميلاً وليلة دافئة ، وربما أتحسن عندما يأتى المساء 0 المهم ألا أعكر صفو هذا اليوم 0
تنهد بشدة ودخل البيت 0
- هى 00 كعادتها قابلته بابتسامة ودخلت لتعد الغداء ، تهرول وهى عصبية تحدث ضجيجاً فى الأوانى حتى وقع طبقاً وتحطم على الأرض 0 جاء مهرولاً 0
- ما الذى حدث ؟
- هى 00 اصتنعت ابتسامة : لا شئ يا حبيبى لقد و قع طبقاً على الأرض ، دقائق ويكون الطعام جاهزاً 0 وخرج ، انتزعت الابتسامة من على وجهها وعادت تهرول وتتمتم0
- لابد من الهدوء فاليوم الخميس ، لا أعرف لماذا هذا اليوم بالذات ، آه يا إلهى كم أنا مكدرة اليوم لست مستعدة 0 لكن ما ذنبه هو ، لابد أن أحافظ على صفو هذا اليوم ربما أتحسن عندما يأتى المساء 0
تناولا الغداء وكعادته يحب النوم فى الظهيرة نام 0 ونامت هى الأخرى لم يستيقظا إلا فى السابعة مساءاً 0 لكن كلاهما لم تتحسن حالته 0
خرج فى محاولة منه للخروج من حالته 0 ربما الهواء الطلق يعيد له إحساسه بزوجته ودفء هذه الليلة ، يمشى يشاهد المطاعم والكافتريات مزدحمة بالناس فهذا اليوم يوماً مميزاً أنه يوم الخميس ، ابتسم ثم عاد يفكر فى حالته فى الإحساس الذى انتابه ، إحساس أشبه بالعجز 0
- لماذا لم أخبرها بشعورى ؟ لماذا كل هذا التصنع والكذب ، هل لأن اليوم يوماً ضرورياً فى حياتنا 0 ومن جعله ضرورياً ، سأخبرها لكنه يعود ويقول لنفسه لا 0 لا أريد أن أفسد عليها هذه الليلة بالذات 0 إذن ماذا أفعل ؟ هل ألجاً للحبة التى يلجأ إليها الرجال ؟ نعم أنها الحل الوحيد لكنه أعدل عن هذه الفكرة خوفاً منه أن يتعود عليها وتكون الحل فى كل مرة ويفقد طبيعته ويفقد صدق العلاقة 0 نظر فى ساعته ، قال فى غضب لقد تأخرت كثيراً كل هذا الوقت وأنا اتسكع فى الشوارع لست معتاداً أن أتركها بمفردها فى البيت كل هذا الوقت 0 واتجه قاصداً بيته 00
- هى 00 منذ خروجه وهى أمام التليفزيون ، تمسك بجهاز التحكم تنتقل من قناة لأخرى وهى تفكر فى عودته 0
- ماذا سأفعل عندما يأتى ؟
نظرت إلى الساعة 0 لكنه تأخر كثيراً وتناولت هاتفها المحمول وأعادته مرة أخرى0
- سيفسر اتصالى بأنى استعجله لـ ( 000 ) ، لكنى قلقة عليه جداً سأتصل به وليكن ما يكن اتصلت به وأخبرها أنه فى طريقه للبيت 0- ازداد زعرها ، وظلت تهرول 0
- ماذا أفعل ، فكرة سآخذ حماماً ساخناً ريما المياه الساخنة تفعل شيئاً ، ودخلت الحمام 0
دخل البيت وهى مازالت فى الحمام 0
- أين أنت يا حبيبتى ؟
- هى : أنا هنا يا حبيبى دقائق وسآتى إليك 0
دخل حجرة النوم وابدل ملابسه وجلس متكئاً على السرير 0 وخرجت هى من الحمام تلف جسدها بالمنشفة وقطرات الماء تنساب من شعرها 0 جلست أمام المرآة تجفف شعرها وتنظر له من خلال المرآة وتقول له بصوت داخلى 00
- أحبك 000 واستمتع بلقائنا 0 لكن اليوم لست مستعدة ، ولا أعرف لماذا ، صدقنى لا أعرف ؟ حتى أنت أظنك كذلك ، أشعر أن بك شئ ربما اعتراك نفس الإحساس القاتل الذى اعترانى ، فها أنا أجلس أمامك هكذا ولا أحرك فيك شئ 0
أعرف لو كنت بطبيعتك كنت ستغرقنى بالقبلات وتجفف جسدى بشفتيك الساخنتين 0
ما الذى حدث لنا ربما لأننا اعتدنا على القيام بهذه العلاقة فى هذا اليوم تحديداً فأصابنا الملل وهذا الأمر أن أصابه الملل يفسد 0 أرجوك تكلم ، صارحنى كى أكف عن الكذب 0 فما عدت احتمل فمنذ بداية اليوم وأنا أكذب ، أخدعك ، ارسم على وجههى ابتسامة كاذبة ، ابحث عن كلمات رقيقة تكاد أن تقع من على شفتى قبل ان أن انطق بها ، لكنى لن أستطيع أن أكذب عليك هنا ، فى الفراش 0
سأكون مزيفة ولن تصدقنى وأن صدقتنى ستكون أنت أيضاً خدعتنى ، فنعتاد على الخداع على التصنع فلن نكون صادقين أبداً فى هذه العلاقة ، ربما فى حياتنا لأن الكذب يبدأ من هنا 00 من الفراش ، ثم يخيم على الحياة 0 وفجأة قالاها بصوت واحد
( ليس ضرورياً اليوم )
ثم نظرا لبعضهما نظرة طويلة حكت ما كان يخفى كلاهما عن الآخر ، ثم انفجرا فى الضحك 0 ظلا يتحدثان طوال الليل بلغة أمتع من لغة الجسد 0 شعرها المبلل جف على صدره ربما من طول توسدها له ، أو ربما من عبث يده فيه0 لعباً كالأطفال ، وضحكا ضحكات كاد صداها يصل إلى السماء ليعانق النجوم وهكذا حتى أقبل الصباح 00
بقلـــــــم
مايسة عبدالرحيم أحمد على