ابنـــــة إبليــــس
تنظر من خلال عين سحرية من باب الحمام ، صنعتها خصيصاً لترى الزبون قبل أن تخرج له ، فهى تعلم أن لكل رجل طريقة خاصة للتعامل معه ، وكذلك لتحدد ماذا سترتدي فكل رجل أيضاً له اللون المفضل لملابس النوم ، فاللون الذى يحبه يجعله أكثر أثارة 0
كل هذا تعرفه بمجرد النظر على الزبون من هذه العين السحرية .
تترك العين فما زال الزبون منهمكهاْ فى خلع ملابسه0
- لننتظر حتى يضجع على السرير ، وتمد يدها ناحية سخان المياه وتشعله وتعود مرة أخري للنظر فى العين السحرية ، تترك العين مرة أخرى وتعلوا على وجهها الدهشة!!
- هذا الرجل ملامحه ليست غريبة عنى0
وتعود للنظر مره أخري للتحقق منه ، تشهق ، ترجع للخلف0
- انه هو نعم هو, انه طارق كان زميلي فى الجامعة وأول من أحببت ، كم هذه الدنيا صغيره ؟
ترتبك ، تسير بتخبط .
- لا إدارى ماذا افعل ، وماذا أقول له ؟ بماذا أجيبه إذا سألنى لماذا أنت هنا ؟
ولماذا أصبحت هكذا ؟ بماذا أجيبه . نعم نعم أقول له وأنا مدمعة العينين ، تنظر في المرأة وهى تبكى . احتجت للنقود، سددت كل الطرق فى وجهي فاضطررت لبيع نفسي .
لا. لا ما الذى أقوله ، يعرف أننى من أسرة غنية . حسناً ، سأقول له ، تنظر للمرآة مرة أخرى ، متصنعة البكاء أيضاَ ، تزوجت رجلاً وضيعاً استغلنى جعلني سلعة يبيعها ليقبض الثمن .
الزبون( طارق) : يطرق عليها باب الحمام : هيا يا ست الحسن .
تنظر ناحية الباب تتوقف عن تمثيل الأعذار ، تستفذها جملته ، تنظر للمرآة ، لماذا كل هذه المسرحيات ، فكما أصبحت فتاه ليل أصبح هو كلب ضال يلهث وراء متعته ، وخرجت0
وجدته مضجعاُ على جنبه ، يعطيها ظهره ، راحت للناحية الآخرى للسرير بخطوات بطيئة, فما زال بداخلها شىء من الخوف من مواجهته ، جلست على حافت السرير لم يرفع طرف عينة لينظر إليها جذبها بقوة ، وضاجعها لم تسمع منه أي كلمة أثناء لقاءها معه ، لم يصدر منه ولو حتى نظرة دهشة ، لم يخيل له انه قابلها ذات مرة ، ربما لم ينظر إلى وجهها قط .
كان فاقداً لجميع حواسه ، لم يبقى فيه سوى حاسة اللمس ، ولغة وحيدة ، وهى لغة الجسد .
اخذ ما يكفيه من المتعة ، وارتدى ملابسة وانصرف شعرت ببرودة فى أطرافها، بل فى كل أنحاء جسدها ، شعرت بتقزز ، تقيأت ، وقعت على الأرض ، أزاحت الغطاء عن جسدها العاري ، لفت ذراعيها حول جسدها ، انكمشت فى جلدها ، نظرت لجسدها فى منتهى الاشمئزاز ، دارت ببصرها تبحث عن شيء تستر به جسدها فلم تجد فكل ما حولها تراه نجساً تخاف أن تلمسه ، كل شيء في الحجرة يشعرها بالرخص والانحطاط ، تنبعث منه رائحة الفجور . ذهبت إلى الحمام زحفاً .
فوجئت بامرأة كأنها هي ، لا أنها هي ، صورة منها ، عارية مثلها . تقترب منها هذه المرأة وتقول لها : هيا أنهضى ماذا حدث لكل هذا ، هيا أغتسلى وارتدى أجمل ما عندك لتقابلى زبوناً أخر فما زال الليل طويلا .
قالت بأنفاس متقطعة : تفاجئنى الدنيا بأشخاص كنت أظنهم أننى ابتعدت عنهم0 الشبيهة : انه لم يعرفك انه يريد المتعة ، أخذها وذهب .
قالت : هذا الموقف جعلنى أفكر ماذا لو قابلت أحداً أعرفة وعرفنى ، بماذا أجيبه ؟
ماذا لو أتى أبنى إلى هنا ، ربما لن اعرفه هل سيصبح احد زبائنى ؟ ولو عرفته ، ماذا أقول له ؟
الشبيهة : قولى له عذراً من الأعذار التى قمت بتمثيلها قبل أن تخرجى للرجل .
قالت : لكنها أعذار ليست حقيقية ، أنت تعرفين ذلك .
الشبيهة : دعينا من هذه الخرافات ، لم يعد أحد يعرفك ، وان عرفك
سأبدل وجهك لتكملى طريقك ، أنت خقلت للمتعة ،لكى تبعثى الحرارة فى أجساد الرجال ، هيا انهضي ، هيا0 .
قالت بصوت مرتجف ، وان لم يعرفنى احد هل سأمضى حياتى هكذا
وأن مت ؟
وبعثنى الله وسألنى ، لماذا فعلت هكذا ، بماذا أجيب ؟
الشبيهة : أعتلى على وجهها الخوف ، رجعت للخلف ، الله؟
قالت : نعم الله ،ألا تعرفيه ؟
الشبيهة : لا تذكريه ، لا تذكريه0
قالت : بصوت مرتفع الم تعرفيه ، انه الله الذى أخرج إباك إبليس من
الجنة ، لأنه استكبر على أبى ادم ، الذى كرمة الله ، استكبر علية ، فابى أن يسجد له ، فلعنة الله ، فمنذ ذلك التاريخ وانتم وراء ادم ، أخرجتموه من الجنة وهبط إلى الأرض ، حتى بعد ذلك لم تتركونا نحن بنى ادم ، فزرعتم بيننا الحقد والكراهية ، زينتم لنا الشهوات ونهضت من الأرض ، واحتدت فى الكلام
نعم : الآن عرفت بماذا أجيب الله إذا سألنى لماذا فعلت هكذا ؟ سأقول
له أنها ابنة إبليس من فعلت بى هذا .
الشبيهة ( ابنة إبليس): لا لا أنا لا سبيل لدى لا سلطان لى عليك ، لا
تلومينى ولومى نفسك .
قال : نعم أنت التى أغويتنى ، كنت زوجة وأم ، زينت لى الفاحشة ،
جلعتنى قطعة لحم نتنة ، ينهش فيها كل كلب ضال ، صرت ابنة لإبليس
، بعد أن كنت ابنة لآدم هذا ما أقوله إذا سألنى عندما أقابل وجهة
لكن قبل أن ألقاه ساقضى عليك ما تبقى من حياتي ، سأعودفيه ابنة لآدم ,وسأقتل ابنة ابليس ,سأقتلك 0
تجزبها ,تفتح صنبور الماء الساخن التى تعدت درجة حرارته مرحلة الغليان,تنزل المياه على جسدها تسلخه ,تصرخ ابنة ابليس ,وتصرخ,وتصرخ ,وتصرخ هى الأخرى ,تمتزج صرختهما ,تعلو الصرخات وتفقد وعيها 0 - تفتح عينها لتجد نفسها فى المستشفى وبجوارها صديقة لها 0
الصديقة :حمداْ لله على سلامتك 0
- تنظر لجسدها الملتف بالقطن 0
الصديقة :لاتقلقى ,جسدك سيعود جميلا كما كان 0
- قالت وعلى وجهها ابتسامة اطمئنان :لم يكن جسدى, لقد كان جسد ابنة ابليس
بقلم:مايسة عبد الرحيم أحمد على