جزيـــــرة الأقـــــــدام

Guest

قصة قصيرة جزيـــــرة الأقـــــــدام

جلست بجوار طفلها الذى غضت عيناه وهو يشاهد فيلما من الأفلام الرسوم المتحركة ، أرادت أن تذهب به لحجرته أيقظته فمنذ سنتين عندما أصبح فى عامه الخامس لم تستطيع حمله ، ذهبت إلى حجرته ، وضعته فى سريره ، لكن الطفل قفز وذهب إلى مكتبته الصغيرة ، واحضر لوالدته قصة لتروها له قبل أن ينام ، أمسكت الأم بالقصة ، كانت سندريلا والأقزام السبعة ، ابتسمت الأم وأعادت القصة ، وقالت لطفلها ، ما رأيك فى أن أروى قصة أجمل ، لكن أولاً لابد أن تنام على سريرك وبدأت الأم تحكى0
فى يوم من الأيام كانت هناك جزيرة اسمها جزيرة الأقزام ، كانت جزيرة معزولة عن الناس لكنها مع الناس ، لكن لا أحد منهم يدخلها لكنهم كانوا لا يكفون عن مراقبة سكانها ، وبعضهم كانوا يسخرون من سكان هذه الجزيرة ، وكانت من بين سكان هذه الجزيرة فتاة لا تقبل العيش فيها ، تتساءل دائماً لماذا أنا هنا ؟ وما الذى ادخلنى هذه الجزيرة ؟ ومن الذى صنعتها من البداية ، هل سكان الجزيرة ، أم الناس الذين يعيشون حولها؟
حلمت أن تخرج من الجزيرة وتعيش وسط الناس واحدة منهم مثلهم ، وفعلاً خرجت حققت حلمها حطمت أسواء الجزيرة وخرجت ودعت من كانوا معها من سكان الجزيرة فمنهم من استجاب ومنهم من ظل فيها رافضاً الخروج0
تجاهلت من كانوا يسخرون منها ، تجاهلت حتى من كانوا يشفقون عليها ظناً منهم أنها إنسانة ضعيفة تندب حظها ، كانت دائماً قوية وطموحة عانت كثيراً خارج الجزيرة لكنها ورغم كل معاناتها فضلت أن تعيش فى العالم الأوسع بكل مخاوفه وصعوباته ، ورفضت أن تعود مرة أخرى للجزيرة حتى ولو كانت أكثر أماناً من هذا العالم 0
اجتهدت فى دراستها ودخلت كلية الطب ونجحت بتفوق ، تخصصت فى طب الأطفال نجحت فى عملها,فكانت تجيد التعامل مع الأطفال الذين كانوا يرونها طفلة مثلهم بزى الطبيب 0
حتى عندما أحبت،أحبت رجلآ عادى, كان جارها أحبته كثيراً وكانت تظنه يحبها ، لكنه تزوج بشقيقتها العادية مثله ، لكنها لم تيأس ,لم تتحطم لم تعد للجزيرة واصلت العيش فى العالم مع الناس المحتجون على خروجها من الجزيرة ,وأحبت مرة أخرى زميلاً لها كان رجل عادياً أيضا, لكن هذه المرة كان يحبها وتزوجت أسست منزلها أساساً عادياً رفضت أى شىء قصير أو شاذ عن الطبيعى إلا أنها أضافت للأساس مقاعد صغيرة تساعدها لتلصق الأشياء العالية حتى عندما أنجبت ,أنجبت طفلآ عادياً وليس قصير القامة0
غرق الطفل فى النوم ربما من أول الحكاية, أيقنت الأم ذلك لكنها واصلت الحكاية وكأنها كانت تروها لنفسها أسدلت الغطاء على طفلها وخرجت فوجئت بزوجها قد عاد من العمل
الزوج : هل نام الولد
الأم : نعم نام بعد أن رويت له قصة 0
الزوج : وما هى القصة ؟
الأم : جزيرة الأقذام 0
الزوج : جزيرة الأقزام؟! لم أسمع عنها من قبل ، قالت مبتسمة إنها قصتى أنا0
بقلـــــــم:مايسة عبدالرحيم