لـــــــم يكــــــــن ولـــــــــد
وقت فى المحطة ، تنتظر القطار الذاهب إلى المنيا ، بدت عصبية ، تنظر فى ساعتها من حين الى آخر .
- لقد تأخر القطار ، على أنا أعود اليوم لقد أخبرت حسن 0 على أخذ أجازة الوضع قبل أن يضيق الوقت فلقد بدأت اشعر بالتعب, أخاف إلا استطيع الحركة فى أخر أيام الحمل0 لا اعرف لماذا تراكم كل شىء على؟ ، كنت قد رتبت كل شىء,لكن جاء مرض والدى ليأخر إستعداداتى الأخيرة ، ثلاث أيام عند أهلى فى القاهرة فعلت كل هذا .جاء القطار0
- على أن انتظر حين يقل الازدحام ، ركبت ، بحثت عن مقعد خالى فليس لديها تذكرة , وجدت مقعد فى آخر العربة ، جلست متعبة ، حاولت الاسترخاء .
- كان يوماً مزدحماً من البيت إلى المستشفى .
تعبت حقاً ، أجريت فحوص الحمل الأخيرة قال لى الطبيب أن الحركة لازمة ، قال لى أيضاً أننى حامل بأنثى ، فوجئت لكنى لم أحزن ، وكذلك لم افرح ، لكن شعرت بأن شيئاً ما نقص ، لم تعد فرحتى مكتملة لكن لم احزن لا، وتهز رأسها ، لا طبعاً ، معقول أفكر بهذا المنطق ؟ بنت .. ولد لا يوجد اختلاف طبعاً لايوجد اختلاف ربما لأنى كنت أظنه ولد ، ومن حولى كذلك ، فحماتى منذ بداية حملى تنبأت بأنة ولد ، كانت تسألنى عن حركته ، فأقول لها ، وتقول ولد ، حجم بطنك صغيرة ، هكذا بطن الولد ، كل من فى العائلة بدأوا بالولد إنشاء الله ولد ، تفكر وهى تهز رجلها ، حركة اعتداتها عندما تكون عصبية .
لا اعرف ما الذى جعلنى اطلب من الطبيب معرفة نوعه ، مع أننى كنت دائماً ارفض ، حين يلح حسن على الطبيب لأنى كنت أظن أنه ولد ، حتى ملابسه اشتريتها على أنه ولد ، وحجرته بل كل هدية تلقيتها له كانت لولد ، حتى عندما أحدثه ، أحدثه بضمير الولد ، هل أقول لزوجى عندما أصل؟ ، لا لن أقول ، استسلمت للنوم ، فجأة ، شعرت بالآم المخاض ، صرخت التف حولها كل من العربة من السيدات ، لم تحتمل حتى تصل إلى المنيا ، نزلت عند أول محطة وقف فيها القطار ، وذهبت إلى اقرب مستشفى ، بمساعدة سيدة عجوز ، ذهبت بها إلى الاستقبال وتركتها0 استعادت وعيها لتجد نفسها فى حجرة وبجوارها سيدة تنام على سريرآخر ، قالت لها حمدا لله على سلامتك .
- ماذا وضعت ؟
السيدة : لا اعرف فأنا مثلك وضعت اليوم لننتظر الممرضة ، ستأتي يهما لنرضعهما ، بعد ساعة تقريباً دخلت الممرضة وقد جاءت بطفلتها ، ثم جاءت الممرضة بطفل السيدة ، أخذت الطفلة وقالت بنت أم ولد ،قالت الممرضة بنت ووضعتها بجوارها ، التفتت ناحية السيدة التي أشرعت في أرضاع طفلها ، تنظر له بحنان تمسك بيده وتقبلها .
- سعيدة لأنة ولد ؟
السيدة : تنظر لها في دهشة !!، ولو كانت بنتاً سوف افرح بها ,
إنهم نعمه من الله فليس هناك نعمه أفضل من الأخرى هكذا الأطفال سواء كانوا بنين أو بنات .
تدور برأسها للناحية الأخرى متجاهلة كلام السيدة يمضي الوقت ، تظل صامتة ، تنظر إلى السيدة التى راحت فى نوم عميق ، وقد وضعت طفلها بجوارها وقد نام هو الأخر0 جلست على السرير ، حملت الطفلة لترضعها ، ولكنها لم تلتقم ثديها ، حاولت معها مرة أخرى فى عصبية ، ولكن الصغيرة لم ترضى ، وضعتها بجوارها ، وفجأة نظرت إلى طفل السيدة ، فكرة لم تستطع مقاومتها .
- لا مستحيل .
نظرت أمامها ، تحاول أن تكف عن النظر إلى الطفل
أغمضت عينها ، رجعت إلى الوراء ، ولكن سرعان ما عاودت النظر إليه.
- لماذا لا ، هذه فرصة ربما لا تتكر ، قد تكون الفرصة الوحيدة لا ن يكون معى ولداً ، ربما لم أنجب مرة أخرى ، نهضت بحرص ، حتى لا توقظ السيدة ، دخلت الحمام أبدلت ملابسها ، وخرجت ، أخذت الولد ، وتركت ابنتها بجوار السيدة0 خرجت من الحجرة تتحسس المكان دون أن تسأل أحداً ، أنها تريد الخروج دون أن يشاهدها احد في المستشفى حتى لا يطلب بياناتها ويكون من السهل إيجادها واخذ الولد منها .
نجحت فى الخروج من المستشفى ، ركبت تأكسى قاصدة المحطة ، وفى الطريق أمسكت بيد الطفل وجدتها باردة ،وضعت أذنها على قلبه , لايدق صرخت , قالت للسائق عد بي إلى المستشفى هيا ، أسرع ، عاد السائق ، نزلت بسرعة ، دخلت المستشفى ، فتحت الحجرة لتجد السيدة ترضع ابنتها ، وقفت مرتعدة ، اقتربت ببطء وهى تحمل الطفل ، تمد به يدها نحو السيدة .
- خذى الولد ، وأعطنى أبنتى .
السيدة : أنه ابنك أنت .
- أننى وضعت بنتاً لم يكن ولدا0
السيدة : لكنك أردت الولد0
- لكنه ميتاً0
السيدة : هذا قدرك0
- لكن أبنتى على قيد الحياة0
السيدة : لكنك ألقيت بها ، وأخذت الولد كنت اعرف أنه ميتاً لذلك تركتك تأخذيه0
- لكنى أريد أبنتى .
السيدة : لم تعد ابنتك بعد أن ألقيتها .
- تضع الولد على السرير الأخر ، تقترب ناحية السيدة ، تجذب الطفلة ، تقول بصوت عالى ، أريد أبنتى .
السيدة : تصرخ اغيثونى ، مجنونة ، تريد اخذ أبنتى0
جاء كل من فى المستشفى من ممرضات وأطباء ومرضى ، الممرضات يحاولن أبعادها .
تصرخ فى بكاء شديد ، أريد أبنتى ، أنها أبنتى ، كان ما وضعت بنتاً ، لم يكن ولد .
أخذنها الممرضات ، ووضعنها فى حجرة بمفردها بعدما أخذن حقيبة يدها ، يبحثن فيها للاستدلال على شخصيتها ،
وجدن هاتفها ، وأخذته ممرضة ، وذهبت به إلى الأطباء ، اتصل أحدهم بزوجها ، الذى أتى فور أخباره ، اخبروه بما حدث وأنها أصيبت بصدمة عندما مات طفلها ، ذهب إليها .
عندما رأته ، جرت نحوه ، تصرخ وهى تبكى لم يكن ولد ، لقد كانت بنت ، لقد أردت الولد ، فأبدلته بالبنت ، ولكنة كان ميتاً ، وابنتنا على قيد الحياة ، مع السيدة ، صدقتنى لم يكن ولد.
حسن يتوقها بذراعيه ، يحاول تهدئتها ، يقول لها فى حزن ، اهدئي ، هذا أمر الله ، لندعوه أن يعوضنا بغيره0
تنزع نفسها من حضنه ، تبتعد عنه ، تصرخ قلت لك لم يكن ولد لقد كان بنت لم يكن ولد .
وقعت مغشياً عليها .
استيقظت وإذا بسيدة ، تربت على خدها ، استيقظى يا مدام ..... يا مدام .....
تفتح عينها فى فزع تنظر إلى السيدة من أنت وأين نحن ؟
السيدة : نحن فى القطار .
تضع يدها على رأسها تنظر خلفها ، ثم تنظر أمامها لتجد بطنها ، ما زالت ممتدة ، تضع يدها على بطنها ، حمداً لله ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
السيدة : يبدوا انك كنتى تحلمين .
- أنه كذلك لقد كان حلماً مزعجاً .
السيدة : من أين أنت ؟
لا تسمع السيدة : تبتسم ، تربت على بطنها ، حمداً لله يا ابنتي انك معي ، فى بطنى .
تنتظرين خروجك إلى الدنيا ، نامى يا حبيبتي تعالي في معادك فانا بانتظارك ، تتحدث بصوت عال ، للمرة الأولي مع ابنتها .
وصل القطار ، نزلت ، رأت زوجها ، لوحت له بيدها ، اقترب منها ، أخذ حقيبها ، تأبطت ذراعه .
حسن كيف حلا والدك الآن ؟
- قالت فى سعادة ، أن الطبيب قال لى أننى حامل بأنثى ؟ لم يكن ولد
بقلــــــم :
مايسة عبدالرحيم أحمد على