متى ينتهى عصر الفراعنة
الفراعنة الذين بهروا العالم برعوا فى كل شىء ، فى علم التشريح فأتقنوا التحنيط الذى يعد سر من أسرارهم حتى اليوم ، فى العمارة فبنوا الأهرامات والمعابد فى الصخور ، وفى الفلك فاستطاعوا أن يجعلوا الشمس تتعامد على وجه تمثال رمسيس مرة واحدة فى العام وهو يوم ميلاده ، فالحضارة الفرعونية مليئة ومشرفة فعلاً لكن لماذا أصبحنا نستدعى الفراعنة فى كل شئوننا ؟ لماذا وقفنا عن هذا العصر وكأن عقولنا قد تحنطت, ولماذا تختزل كل أحاديثنا فى العصر الفرعونى ؟ لماذا أصبح الحجر يتكلم نيابة عن البشر ؟ ولماذا المشروعات تقام من أجل الحفاظ على الحضارة الفرعونية أكثر من المشروعات التى تقام من أجل الحضارة الإنسانية ؟
المشروعات السياحية, حتى أن محافظ الأقصر الجديد سمير فرج قال فى أحد لقاءاته التليفزيونية أن المشروعات التى تقام فى الأقصر سيكون لها ضحايا. يشعر المواطن المصرى أن البلاد لم تعد بلاده فالذين يسكنون فى المناطق الأثرية مهددون بين الحين والآخر بالطرد من مساكنهم من أجل توسيع أصبحت بلداً سياحياً لمتعة السائحين من كل بلاد العالم فاى منطق أو أى قانون ينص على أن يخرج إنسان من منطقته التى تربى فيها؟ يقولون من أجل مصلحة بلده ؟
فأى بلدترى أن مصلحتها فى طرد أبناءها ؟
لماذا لم نفكر فى المستقبل كما نفكر فى حضارة أجدادنا ؟
إن التاريخ جعل للعبرة والعظمة ليس لبعثه مرة أخرى,ولا
ليحجبنا عن رؤية المستقبل ، فلنكف عن إحياء الموتى ودفن الأحياء إن للماضى وقته الذى انتهى ولا نستطيع أن نعيده مهما تحدثنا عنه ، لكن المستقبل باستطاعتنا أن نصنعه بالتقدم والدراسة والواقعية لا بالأحلام ، بالأفعال لا بالأقوال 0
انظر إلى أى دولة متقدمة تعتز بتاريخها لكنها أيضاً تسعى للتقدم 0
الصين مثلاً من أكثر الشعوب حفاظاً على تراثها الماضى وحضارتها حتى فى الملبس فتراهم فى الأعياد القومية يرتدون الزى الصينى القديم وانظر إلى حاضرهم فالصين من أكبر الدول الصناعية السبع فقد غزت العالم بمنتجاتها خاصة التكنولوجية منها 0
فليكن التاريخ مرأة لنرى فيها مجدنا الماضى وليكن العجلة التى تدفع بنا نحو مستقبل أفضل ....
بقلـــــــم :
مايسة عبدالرحيم أحمد على